سحر في بنك موريتانيا المركزي: القضية التي شغلت الناس وروّعتهم- (تدوينات)

جمعة, 03/03/2023 - 23:33

بر الذي نشرته، الجمعة، وكالة “الأخبار” الموريتانية المستقلة، نقلاً عن مصادرها بخصوص العثور في سقف مبنى البنك المركزي الموريتاني، يوم الخميس الأخير، على ما وصفته الوكالة بأنه “سحر في يد ميت”، وذلك أثناء أشغال لترميم المبنى متواصلة حالياً.

لقد شغل هذا الخبر جميع الناس وروّع الكل، وخاصة لكون الأمر يتعلق بيد بشرية ملفوفة في قمقم سحري، عثر عليها عمال بناء أثناء عملية ترميم لمواقع مختلفة من المبنى.

وتوقعت وكالة الأخبار أن يتم فتح تحقيق قضائي في الواقعة الغريبة التي شغلت المدونين.

ونشرت وكالة “سكوب ميديا” المستقلة تكذيباً من الشركة المشرفة على ترميم المبنى، نفت فيه اكتشاف أي سحر في المبنى الذي تتولى ترميمه، لكن الكثيرين تمسّكوا بالرواية المؤكدة لاكتشاف السحر داخل مبنى البنك.

وكتبت الإعلامية الموريتانية البارزة منى الدي: “أظن الخبر سيكون يد ميت بها سحر عالقة في سقف البنك المركزي”.

وأضافت: “السحر من الموبقات التي يتعاطاها بعض أهل هذا البلد على نطاق واسع كأنهم لم يسمعوا يوما “وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ”؛ فالوعاظ لا يتناولون في دروسهم خطورة السحر وتغيير نية المؤمن على الإيمان، ولم أجد أثراً في دروسهم  لتناول هذه الظاهرة التي عمت بها البلوى”.

وعلق المدون نور الدين بداح على الخبر قائلاً: “أكيد أن هذا السحر خاص بجلب الرزق، وصاحبه سيكون شخصاً معتبراً، يخرج الصدقات ويقوم بحملات السياسة”.

أما الباحث المهدي محي الدين، فقد كتب: “موضوع السحر في مجتمع البيظان موضوع قديم، يعود إلى ما قبل الإسلام، وقد أنكر علماء القطر الأجلّة، تعاطيه، وقال المؤرخ المختار حامد: “علم أسرار الحروف من علوم الزوايا، وقد مهر فيه منهم كثيرون، وهو من اختصاص الرجال، أما الكهانة وخط الرمل فهو من معارف النساء وأفذاذ الرجال، يتناقلونه كابراً عن كابر”.

ويضيف الباحث: “والغريب، أن الكثير من أمراء البيظان قُتل بسبب السحر، ومات خلق كثير من عامة الناس بالسحر، وللأسف يتناقل الناس خبر قيام المسؤول كذا بكذا، وإلى الله المشتكى من هذا الحال”.

واعتبر المحامي محمد أمين أنه “من الفضيحة وجود يد بشرية لميت في البنك المركزي، فذلك يكشف خطورة تدني المستوى العلمي والأخلاقي للطبقة الحاكمة”.

وقال: “أنتليجنسيا في هذا المستوى لا تستطيع إدارة أي قطاع عام”.

معلوم أنه في عموم أفريقيا يحتل السحر مكانة أمامية، فهو السلاح الذي يقهر به العدو عدوه، والذي يصل به الناس لمطالبهم: إنه القوة التي تواجه الأقدار، وتسير أبراج الكون.

للرؤساء سحرتهم وحجابوهم الذين يحصنون أنظمتهم، وللنساء سحرتهن الذين يساعدنهن على القبول أمام الأزواج، وفي وصول البائرة للزوج المطلوب، وفي تطليق الزوجات وتفريق الأزواج، بل في كل مجال.

وفي أفريقيا تشتغل الحرب بين المتنافسين في السياسة، وفي فرص الحياة، وفي التجارة عبر الأسحار والشعوذة، وعبر التعاويذ، وبواسطة استخدام الجن واستنزال الروحانيين

 نواكشوط– «القدس العربي”:

جديد الأخبار