الجماعات المتطرّفة "تزحف" باتّجاه شمال أفريقيا... لماذا المغرب الآن؟!

سبت, 11/03/2023 - 14:32

ليس سراً نشاط الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي والصحراء. المتطرفون ينشطون في السنوات الأخيرة، بخاصة في ما يُسمى مثلث الموت الإرهابي بين شمال مالي، النيجر وبوركينا فاسو. الفراغ الأمني والصراع الدولي عنصران يعززان النشاط هذا، لكن السؤال: لماذا "يزحف" الإرهابيون من الساحل باتجاه الشمال الأفريقي، وتحديداً المغرب؟ ولماذا الآن؟ 

المكتب المركزي للأبحاث القضائية تمكّن في الأيام الأخيرة من تفكيك خلية جديدة موالية لتنظيم "داعش". ثمة اشتباه في تورطهم بالتحضير لتنفيذ مخططات إرهابية. معدل تفكيك مثل هذه "الخلايا النائمة" ارتفع، ولو أن الأجهزة الاستخبارية المغربية "استبقت مخاطرها منذ سنوات، من خلال تكثيف الرباط التعاون الأمني مع دول الساحل لمحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب، وعياً منها بالوضع الداخلي الهش للمنطقة، وما ينعكس على بلدان الشمال الأفريقي". 

بوابة الإرهاب الجديدة
بات معروفاً برأي رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في ألمانيا جاسم محمد، أن الساحل الأفريقي وغرب أفريقيا بيئة خصبة للجماعات المتطرفة، بخاصة بعد سقوط ما يسمى خلافة "داعش" في العراق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. لذلك بدأ الإرهاب يتمركز في الساحل الأفريقي والصحراء الكبرى، "لكن بسبب الجغرافيا وأسباب تتعلق بظروف جيوسياسية، أجد أن التطرف والإرهاب في الساحل الأفريقي وكذلك الصحراء الكبرى ينعكسان سلباً على المغرب تحديداً، وربما دول شمال أفريقيا"، كما يقول لـ"النهار العربي". 

المتغيرات الجيوسياسة، يتابع، لا سيما "لو تحدثنا عن الحرب في أوكرانيا، يمكن أن يكون لها تأثير في أنشطة هذه الجماعات المتطرفة كون أوكرانيا وروسيا أيضاً استقطبتا الكثير من هذه الجماعات للمشاركة إلى جانب قواتهما في حرب أوكرانيا، ولذلك ليس بعيداً أن تكون المغرب ودول شمال أفريقيا هي بوابة الإرهاب الجديدة لارتباطها مع الساحل الأفريقي وكذلك غرب أفريقيا". 

جهود المغرب
واحد من الأسباب الدافعة الجماعات المتطرفة لأن تستهدف المغرب، برأي جاسم محمد، "ربما تعود إلى جهود المغرب الأمنية والعسكرية في محاربة التطرف والإرهاب، وبخاصة في الساحل الأفريقي"، فهناك جهود وتعاون مع دول الساحل الأفريقي، بخاصة في شمال مالي، من أجل القضاء على الإرهاب والتطرف، "وهذا ما ينعكس سلباً على المغرب تحديداً". 

بالإضافة إلى ذلك، يقول محمد إن هناك جهوداً للمغرب في محاربة التطرف والإرهاب، خصوصاً أن المغرب هو عضو في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وكذلك هو عضو في التحالف، وهنا تجدر الإشارة إلى أن "المغرب كان له أيضاً دور بارز في التنسيق والتعاون الأمني والاستخباري مع دول أوروبا في تفكيك خلايا تنظيم "داعش" وخلايا متطرفة وإرهابية داخل أوروبا، وهذا ما يثير غضب الجماعات المتطرفة، ويجعل المغرب وجهة لتنفيذ عمليات إرهابية من أجل تحييد جهود الرباط في تقديم الدعم الأمني والعسكري أو المعلوماتي إلى دول الساحل الأفريقي".

رغم هذه التداعيات السلبية على المغرب، يضيف جاسم محمد في معرض حديثه إلى "النهار العربي"، فإن "المغرب لديه تجربة بالتعامل مع مسك الحدود، التعامل مع تفكيك الخلايا المتطرفة، والتعامل أيضاً في النشاط الاستخباري، وما يميز الاستخبارات المغربية، هو اعتمادها على المعلومات الاستخبارية أكثر من الجهد العسكري، وهذا يعني أن المغرب يمكن أن يحتوي مثل هذا التوجه للجماعات المتطرفة". 

التزام بمكافحة الإرهاب
المملكة المغربية تعد من أكثر الدول التزاماً بمكافحة الإرهاب، لا سيما تنظيم "داعش"، حسبما كتبت وكالة المغرب العربي للأنباء، نقلاً عن المستشار الرئاسي للهيئة العليا لتوطيد السلام في النيجر مايغا زوركالييني، الذي تحدّث على هامش الاجتماع العام لمجموعة التركيز الأفريقية في إطار التحالف العالمي ضد "داعش"، برئاسة مشتركة بين المغرب والولايات المتحدة وإيطاليا والنيجر. 

MAP استصرحت المحلل التوغولي في مجال التطرف العنيف ماما يوسف الذي قال إن "المملكة تلعب دوراً كبيراً ومهماً داخل التحالف العالمي ضد "داعش"، وعلى الصعيد العالمي، وداخل مجموعة التركيز الأفريقي"، مؤكداً ضرورة التعامل مع التهديد ضد الإرهاب بطريقة شمولية. 

محددات عدّة تحكم أنشطة الخلايا الإرهابية في المغرب، ونقاط مشتركة تجمعها؛ فهي توالي تنظيم "داعش"، وعملها بمثابة استمرارية للبيعة، بخاصة في منطقة الساحل والصحراء. الآليات المعتمدة متشابهة كما الأدوات التقنية، وتتوزع بين الأسلحة البيضاء والعبوات الناسفة. وبالاستناد إلى الملاحظات الأمنية يظهر تركيز الخلايا الإرهابية على مناطق محددة متنوعة، والعمل يتم بمنطق فردي أكثر.

عن "النهار العربي"

جديد الأخبار