فيديو : الجزائر وأمريكا “تتفقان على دعم المبعوث الأممي لإحياء المسار السياسي في الصحراء الغربية”

جمعة, 24/03/2023 - 12:31

استقبل الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، لثاني مرة في ظرف شهرين، السفيرة الأمريكية بالبلاد إليزابيث مور أوبين، في لقاء تناول في أهم محاوره قضية الصحراء الغربية التي ترفض الجزائر، وفق ما تعلن دبلوماسيتها، أن تتم تسويتها خارج مبدأ تقرير المصير.

وذكر بيان للخارجية الجزائرية، أن اللقاء شكل فرصة سانحة للطرفين للحديث عن العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتطويرها في شتى المجالات، وكذا لتبادل الآراء ووجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، “لاسيما آخر تطورات القضية الصحراوية على الأصعدة الدبلوماسية والقضائية”.

وأضافت الخارجية الجزائرية، أن مباحثات بلاني وأوبين، تناولت “الجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، “لإحياء مسار المفاوضات السياسية بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، بنية حسنة ودون شروط مسبقة وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”. وأردفت أن “المباحثات بين الطرفين انصبت أيضا حول الجهود والمساعي الحثيثة التي تبذلها الجزائر من أجل ضمان استقرار وأمن المنطقة”.

ويأتي هذا اللقاء ساعات، بعد تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حوار مع قناة الجزيرة القطرية، بأن العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، متأسفا لما آل إليه الوضع بين البلدين الجارين. ونأى تبون بالمسؤولية عن الجزائر في الخلاف، معتبرا أن موقف بلاده يدخل في خانة رد الفعل. وتتهم الجزائر المغرب بممارسة أعمال عدائية ضدها اضطرتها لقطع العلاقات كليا وإعلان ذلك في 24 أغسطس/آب 2021.

واللافت أن بلاني الذي برز دوره بشكل لافت في الدبلوماسية الجزائرية، منتقلا في ظرف وجيز من سفير في بروكسيل إلى مبعوث خاص مكلف بالمغرب العربي والصحراء الغربية ثم أمينا عاما للخارجية، استقبل للمرة الثانية السفيرة الأمريكية بعد اللقاء الأول الذي كان في 2 شباط/فبراير الماضي، وحرص فيه على تأكيد الموقف الجزائري  الذي وصفه بالثابت في “دعم  لكفاح الشعب الصحراوي المشروع من أجل نيل حقه في تقرير المصير”.

وخلال اللقاء السابق، أشاد الطرفان بالمثل بجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لقضية الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا، الرامية إلى تشجيع طرفي النزاع لإعادة بعث مسار المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين على أساس قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي، كما ورد في بيان الخارجية وقتها.

ومن الواضح أن الجزائر استعادت الحوار مع الجانب الأمريكي حول هذا الملف الذي يمثل إشكالا في حدودها الجنوبية الغربية، بعد فترة من الخلاف فجرها موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أيامه الأخيرة عندما اعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، في إطار صفقة أبراهام التي أعلنت فيها المغرب بموجبها مقابل ذلك، إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وخلال زيارته الأخيرة في آذار/مارس الماضي للجزائر، ذكر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة لم تغير موقفها بخصوص الصحراء الغربية، وأكد دعم بلاده للجهود الأممية من أجل حل القضية. وأبرز بلينكن آنذاك، أن الولايات المتحدة تدعم الحل السياسي للملف في إطار هيئة الأمم المتحدة، دون أن يخوض مطولا فيما يقصده بذلك.

الجزائر استعادت الحوار مع أمريكا حول الصحراء الغربية، بعد فترة من الخلاف فجرها موقف الرئيس الأمريكي السابق ترامب في أيامه الأخيرة عندما اعترف بالسيادة المغربية عليها في إطار صفقة أبراهام

وكانت سنة 2022، مسرحا لمواجهة مفتوحة بين السفيرين الجزائري نذير العرباوي والمغربي عمر هلال، في كل تدخلاتهما حول قضية الصحراء الغربية في جلسات الأمم المتحدة.

وشرح العرباوي الذي التحق بعد التعديل الوزاري الأخير بديوان رئاسة الجمهورية، أسباب رفض الجزائر لخطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لتسوية النزاع في الصحراء الغربية، في رسالة وجهها لمجلس الأمن الدولي تم نشرها كوثيقة رسمية.

وتقول الرسالة إن مضمون وأسس وأهداف ما يسمى بـ”الحكم الذاتي”، تشكل سابقة خطيرة تهدد أساس الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة”. واعتبر أن “منح أي مصداقية للقوة القائمة بالاحتلال ولما يسمى مقترح الحكم الذاتي سيعني، وللمرة الأولى منذ إنشاء الأمم المتحدة، إضفاء الشرعية من قبل المجتمع الدولي على احتلال وضم إقليم والسيطرة على شعبه بالقوة”.

وتعتبر الرسالة أن فكرة إعطاء هذا المقترح أي اعتبار “قد ترقى إلى محاولة مسايرة خطة رجعية تتعارض مع عقيدة تصفية الاستعمار الراسخة والمعروفة لدى الأمم المتحدة”.  بالمقابل، دافعت الجزائر عن مبدأ تقرير المصير، حيث ذكر ممثلها في الرسالة أن “قضية الصحراء الغربية تم إدراجها عام 1963 كإقليم ضمن قائمة الأقاليم المطلوب إنهاء الاستعمار فيها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن أن جميع القرارات التي اعتمدتها الجمعية العامة الأممية تحمل قاسما مشتركا، حسبه، وهو الاعتراف بالحق غير القابل للتصرف لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير”

الجزائر- “القدس العربي”:

جديد الأخبار