كشفت نتائج استحقاقات الثالث عشر مايو الجاري أن المكاتب المحسوبة على عضو المكتب التنفيذي لحزب الإنصاف علي ولد عيسى في مقاطعة مال بولاية لبراكنه، صوتت ضد لائحة الحزب في نيابيات المقاطعة، لصالح اللائحة المنافسة لها، وهي لائحة حزب الإصلاح التي يقودها شقيق ولد عيسى.
وكان ولد عيسى قد أعلن ساعات قبل انتهاء الحملة الانتخابية فك الارتباط بلائحة الإصلاح التي يتزعمها شقيقه، وهي الخطوة التي اعتبرتها حملة نواب "الإنصاف" حينها إعلان للإستهلاك على المستوى الوطني ؛ ومحاولة لإيهام قيادة حزب الإنصاف بولاء تبين عكسه طيلة الحملة الانتخابية .
وأظهرت الأرقام أن إعلان ولد عيسى كان في أحسن أحواله مناورة سياسية، أو هروبا من لعنة الهزيمة، وربما سعيا لاختطاف نصر أكدته النتائج ــ كما تقول حملة نواب الإنصاف ــ .
مسقط رأس ولد عيسى يكشف خطته
في بلدية "لعكيلات" وفي قرية لكند تحديدا ــ مسقط رأس علي ولد عيسى ـــ كشفت نتائج انتخابات الثالث عشر مايو حصول لائحة حزب الإصلاح المغاضبة بقيادة شقيق ولد عيسى على 202 صوتا مقابل 79 صوتا لصالح لائحة حزب الإنصاف في النيابيات، وهي الأصوات التي يرجح أنها من أنصار أحد مرشحي حزب الإنصاف، وليست من من أعلنوا فك الارتباط بالإصلاح .
أما في بلدية "الرومد" فقد حصل حزب الإصلاح على 1028 صوتا في البلديات، كما حصل على 785 صوتا في النيابيات بفارق إجمالي بين البلديات والنيابيات قدره 243 صوتا، يؤكد الإنصافيون بمال أنها ليست من المحسوبين على ولد عيسى.
وكان الفرق في مكاتب لمعود الثلاثة 161 صوتا، صوتت في قرى آمّيره، واجريكايه، وبعض من قرية أهل عبدي ولد ويس لصالح حزب الإنصاف في النيابيات فيما صوتوا لحزب الإصلاح في البلدية، وذلك بموجب اتفاق مع مرشحي النيابيات في حزب الإنصاف ــ حسب مصادر نوافذ ــ .
أما في "اللّيله" فتقول مصادرنا إن هناك ما يقارب الثمانين من جماعات الإنصاف قرروا العزوف عن التصويت للعمدة المقترح نتيجة مآخذ قديمة عليه أيام كان عمدة لبلدية مال، وتضيف المصادر أنه من الواضح أن عضو المكتب التنفيذي لحزب اإنصاف علي ولد عيسى لم يوجه جماعته في بلدية الرومد للتصويت على لائحة حزب الإنصاف في الانتخابات النيابية رغم إعلانه فك الارتباط بلائحة شقيقه المنافسة.
وفي بلدية مال المركزية حصل حزب الإصلاح على 1027 صوتا في الانتخابات البلدية، فيما حصل على 1033 صوتا في الانتخابات النيابية أي بفارق ستة أصوات لصالح البلديات .
وفي مكاتب تمبارة واتويديمه وبنار المحسوبة على ولد عيسى سجل فارق ضئيل قدره 22 صوتا بين التصويت للبلدية والنيابيات، مما يدل على أنه لم تكن هنالك أوامر بالتصويت للائحة النيابية لحزب الإنصاف .
في بلدية الواد لبيظ كان التحالف مع تواصل حاضرا
لم يصوت في بلدية الواد لبيظ لصالح حزب الإصلاح في النيابيات إلا نحو 70 ناخبا نتيجة عزوف بعض من أنصار ولد عيسى عن التصويت للائحته النيابية إذ يتهمونه بتوجيه جماعته في مكتب الوسكه لصالح حزب تواصل في إطار تفاهم سري مع السيد سيدي المختار ولد حمادي في بلدية الرومد يعبئ الأخير من خلال ناخبيه في مكاتب اللية لصالح حزب الإصلاح مقابل أن يوجه علي ولد عيسى مناصريه في الوسكه (بلدية الواد لبيظ) للتصويت لصالح مرشح حزب تواصل (ابن عم سيدي الختار ولد حمادي) .
في جلوار كان التحالف مع الكرامة
أما في جلوار فتتهم أطراف سياسية محلية ولد عيسى بعقد اتفاق سري مع لائحة الكرامة في بلدية جلوار، وبموجب هذا الاتفاق حصلت لائحة حزب الإصلاح النيابية على 744 صوتا من إجمالي الأصوات البالغ 1132 التي حصلت عليها اللائحة .
كل هذه المعطيات تشير إلى أن عضو المكتب التنفيذي لحزب الإنصاف علي ولد عيسى لم يوجه مناصريه للتصويت لصالح الحزب عكس ما فعله في مرات سابقة حين أعلن تجميد لوائحه المغاضبة، واكتفى هذه المرة بإعلان فك ارتباط عبر الانترنت من الأكيد أن المستهدف به ليس الناخب في المناطق الريفية التي لا تتوفر حتى على خدمة الاتصال الهاتفي العادي .
رغم هذه المغاضبة القوية التي تكشفها الأرقام لم يكن حال ولد عيسى في البلديات التي سمى حزب الإنصاف عمدها من جماعته بأحسن حالا، فقد تم انتزاع بلدية الواد لبيظ من الحزب عن طريق حزب تواصل، وهي البلدية التي رشح فيه "الإنصاف" أحد المحسوبين على ولد عيسى، كما انتزع حزب الكرامة بلدية بورات التي رشح فيها حزب الإنصاف أيضا أحد المحسوبين على ولد عيسى، الذي غاضب الحزب في بلدية الرومد وأخذها منه بفارق 26 صوتا فقط، كما دعم ولد عيسي حزب تواصل في حاضنته الاجتماعية في باسنكدي ضد حزب الإنصاف الذي سمي هو نفسه مرشحه.
نوافذ(نواكشوط) ــ