تتعرض مدينة تمبكتو التاريخية في مالي لحصار شديد منذ عدة أيام، يفرضه مقاتلون ينتمون إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، ما تسبب بنقص كبير في السلع الإستراتيجية وحركة نزوح كبيرة باتجاه موريتانيا والجزائر.
وقال مسؤولون في مالي إن كل خطوط التواصل انقطعت بين تمبكتو والجنوب ولا شيء يعبر من هناك، مشيرين إلى أن المواصلات على طول نهر النيجر مقطوعة، الأمر الذي تسبب بارتفاع أسعار كافة المواد الغذائية والمحروقات في المدينة.
وكان قائد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، نشر الشهر الحالي فيديو يعلن فيه الحرب على منطقة تمبكتو.
وبعد هذا الخطاب حذرت الجماعة الشاحنات القادمة من الجزائر وموريتانيا وأماكن أخرى في المنطقة من دخول المدينة، محذرة من استهداف الشاحنات التي لا تستجيب للتحذير.
مشكلة نزوح
يقول الخبير الأمني في الشؤون الأفريقية، اللواء المصري المتقاعد، محمد عبدالواحد، إن هذا "الحصار قد يزيد من حركة النزوح باتجاه موريتانيا والجزائر".
واعتبر عبدالواحد أن "عمليات النزوح ستشكل ضغطاً على موريتانيا والجزائر بسبب اضطرارهما لزيادة الجهود الأمنية على الحدود، خاصة الجزائر التي تعاني بسبب المخاوف على حدودها مع النيجر، وكذلك مع ليبيا".
وترتبط الجزائر بحدود طويلة مع النيجر، وكذلك مع مالي وليبيا.
وأكدت الجزائر "رفضها القاطع لأي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية النيجر، ودعت في الوقت ذاته إلى العودة للشرعية الدستورية، معربة عن استعدادها للمساعدة".
وإلى جانب تقاسمها أطول الحدود البرية مقارنة بدول غرب أفريقيا الأخرى، تقع النيجر ضمن العمق الإستراتيجي للجزائر، بالنظر إلى الروابط الإنسانية والتاريخية والاقتصادية والأمنية منذ القدم.
حصار شديد
ويرى الخبير الأمني، محمد عبدالواحد، أن "حصار تمبكتو يعود لأسباب كثيرة، بينها انسحاب القوات الغربية بما في ذلك القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام بعد الانقلاب في مالي".
ولفت إلى أن "شمال مالي يشهد أصلاً اضطراباً قديماً بسبب الصراع بين الجيش والحركات الأزوادية، وما تبعها من سيطرة جماعات إرهابية على المنطقة، قبل أن تتدخل القوات الفرنسية وتطرد هذه الجماعات".
واعتبر أن هذه "الصراعات تزيد من احتمال اندلاع مواجهة كبيرة بين الجماعات المسلحة وجيش مالي المدعوم من مجموعة فاغنر الروسية، لضرب هذه الحركات في مهدها".
ولا يستبعد الخبير الأمني وجود "علاقة بين مخابرات غربية وزيادة حركة الجماعات الإرهابية في الفترة الأخيرة، لإظهار أثر انسحاب القوات الفرنسية من المنطقة"
24 - أبوظبي - خاص