إذا كانت هناك أمور يجب أن تؤخذ اليوم بمزيد من الجدية والتأمل، فانها بدون شك، تلك التعيينات الأخيرة التي أجراها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني علي جواب من اركان نظامه و التي من المنتظر ان تتواصل في قابل الايام.
ويري العديد من المحللين والمراقبين أن الأمور لم تعد علي حالتها المعهودة، حيث ان الرئيس يبدو اليوم اكثر من أي وقت مضي مهتم بقربه من تسير الشأن العام في السنة الأخيرة من مأمورية الاولي، مما يستدعي منه اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.
وهي المقاربة الجديدة التي تؤكدها سلسلة الإقبالات التي طالت مناصب رئيسية في وزارتي المياه والصحة في الأسابيع الأخيرة.
وقد تتجاوز الامر في الأسابيع المقبلة ليشمل قطاعات حكومية راكدة في وقت يتطلب الوقوف علي مكاسب ملموسة وأجهزة مبشرة للمسار الذي تنخرط في الدولة بفضل كفاءة و تجربة و ارادة موظفيها و مسئوليها السامين.
ذلك ما استخلصه المحللون من تسريح شخصيات إثر زيارات مفاجئة قام بها الرئيس ولد الغزواني لبعض المصالح الخدمية من اجل الاطلاع ميدانيا علي مدي إحساس مسئوليها بالمهام الموكلة اليهم.
الا ان أكثر ما يقلق الرئيس أيضاً هو عشرات المشاريع المتعثرة والتي تعتبر الركيزة الأساسية التي يقوم عليها مشروعه الاجتماعي، والتي يبدو أنها عيوب تشوبها كما ان تظهر وتأخيرات كبيرة لا تغتفر.
ويأتي هنا بدون شك تعيين الاطار المحنك و المتمرس ذات الخبرة الطويلة السيد احمدو ولد بوه، الأمين السابق لوزارة الزراعة، حيث ترك انطباعات جيدة بفضل عمله كاطار مقتدر و ذو كفاءات ساهم في وضع الوزارة في المسار الصحيح و المرجو، اليوم في منصب المكلف بمهمة بوزارة والاقتصاد والتنمية المستدامة.
وهو القطاع الذي يعتبر حقيبة حكومية يعول عليها الرئيس قبل كل شيء من اجل تجسيد برنامجه "تعهداتي" علي ارض الواقع.
ولد بوه غني عن التعريف لدي الموريتانيين، نظرا للمحطات البارزة التي مر بها والتي سجلها خلالها نجاحات كبيرة و ملموسة والتي تم ايضا علي ضوئها تعيينه اليوم في وزارة الاقتصاد والتنمية المستدامة
وتنتهز وكالة "تقدم" الإخبارية هذه الفرصة لتهنئه ولتعرب له عن أطيب تمنياتها له بمزيد من الأداء والتألق و التوفيق في اعلي هرم الدولة