التظاهرات مشتعلة في موريتانيا أمام سفارات الدول الداعمة للعدوان الإسرائيلي

سبت, 21/10/2023 - 12:27

يواصل الموريتانيون تفاعلهم مع الأحداث الجارية في الأراضي المحتلة مع التأكيد على رفض جرائم إسرائيل وتحميل الولايات المتحدة وأنظمة التطبيع العربية جانباً كبيراً من المسؤولية عما تعرض له قطاع غزة من تقتيل وتدمير، بتأييدهم المشجع للمحتلين المتنكر للضحايا.
وتواصلت صباح أمس أمام ممثلية الأمم المتحدة في موريتانيا، وأمام سفارات الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، التظاهرات المحتجة والمنددة بأعمال القتل في فلسطين، حيث أكد المتظاهرون وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ويرتدون الكوفية الفلسطينية، في شعارات رددوها وفي رسائل وجهوها للأمم المتحدة وللبرلمانات الغربية، مسؤولية حكوماتهم عما جرى في غزة من قتل وتدمير وقطع لإمدادات الحياة، واغتيال للأطفال، ومن تصفية عرقية وتشريد لأصحاب الأرض وإهانة للكرامة الإنسانية.
ونظم نواب في البرلمان الموريتاني صباح الجمعة وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في نواكشوط تنديداً بالمجزرة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلـسطيني.
ودعت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في موريتانيا، أمس الجمعة، الرعايا الأمريكيين «إلى تجنب مناطق المظاهرات المزمع إجراؤها اليوم في مناطق متعددة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، من بينها مقر السفارة».
ودعت السفارة «رعاياها إلى مراقبة وسائل الإعلام المحلية للحصول على التحديثات، وتجنب مناطق المظاهرات وتجنب الحشود والابتعاد عن الأضواء».
وقد حاز موقف الحكومة الموريتانية من هذه الأحداث على رضى الكثيرين حتى المعارضين، لكونه يحمل العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عنها وعن أسبابها، ولتفاعله السريع مع مجزرة المشفى بتغريدة الغزواني الصريحة، وبإعلان الحداد وتنكيس الأعلام وبالتنديد الشديد وبالدعوة على حل المعضلة من جذروها.
وتوجه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح الجمعة، إلى القاهرة لحضور اللقاء الدولي المخصص لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام.
وألغت وزارة الثقافة الموريتانية والمنظمون فعاليات مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي الذي كان متواصلاً بمشاركة 13 دولة، تضامناً مع ضحايا مذبحة مشفى المعمداني التي ارتكبها الصهاينة وخلفت مئات القتلى، كما ألغيت الحفلات الأخرى جميعها.
وواصل المدونون الموريتانيون تفاعلهم مع الأحداث الجارية في الأراضي المحتلة دعماً وتضامناً مع الأهالي في الأراضي المحتلة وكشفاً لعورات داعمي العدوان من دول عربية مطبعة ومن بلدان أخرى واقفة إلى جانب قتلة يشنون أشنع حرب يشهدها التاريخ ضد سكان مدنيين عزل.
وفي تقريع لدول التطبيع، تساءل محمد الأمين الفاضل المدون واسع التأثير، عن «فائدة الاستمرار في التطبيع بالنسبة للدول العربية المطبعة إذا كان العدو لا يمنح للدول المطبعة الحد الأدنى من الاهتمام، حتى الوعود التي قد لا تتحقق بفتح المعبر لم يعلن عنها بمشاركة من هذه الدول ليقال على الأقل إن الدول المطبعة تمكنت من انتزاع وعدٍ قد لا يتحقق من العدو بفضل تطبيعها».
وأضاف: «ثم إن هذا التطبيع يكلف مالاً واستنفاراً أمنياً للدول المطبعة لحماية سفارات العدو من غضب الجماهير، وأخيراً فإن العدو اضطر لأن يستدعي العاملين في سفاراته خوفاً عليهم، ما يعني أن السفارات أصبحت مشلولة».
«أمام وضعية كهذه، يكون من الأفضل للأنظمة المطبعة أن تطرد سفراء العدو لتحقق بذلك مكسباً شعبياً بدلاً من الاحتفاظ بسفارات مشلولة، كلفة حمايتها كبيرة، ومردودها سلبي».
وقال: «لنتذكر أن الدول المطبعة كانت تقول إن تطبيعها هو من أجل القضية الفلسطينية، ومع أن هذا القول لم يكن مقنعاً في الماضي، فإنه اليوم لم يعد غير مقنع فحسب، بل أصبح في القول به الكثير من الاستفزاز والاحتقار».

جديد الأخبار