يستمر في موريتانيا الانشغال المتواصل بالأوضاع المأساوية في الأراضي المحتلة، وتتالت وقفات الاحتجاج أمام ممثلية الأمم المتحدة، كما تواصلت أمام السفارة الأمريكية في موقف يحمل الحكومة الأمريكية إلى جانب إسرائيل المسؤولية التامة عما يجري في غزة.
ونظمت نقابة الصحافيين الموريتانيين وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة بنواكشوط، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، حيث ردد عشرات الإعلاميين والإعلاميات شعارات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهتافات استنكار استهداف العدو الصهيوني للصحافيين، كما حمل الصحافيون صوراً لشهداء القصف الإسرائيلي من الصحافيين.
وأكد أحمد طالب ولد المعلوم، نقيب الصحافيين الموريتانيين في كلمة أمام الوقفة “أن آلة المحتل الإسرائيلي تواصل دون وازع مجازرها الرهيبة في حق الإخوة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص في قطاع غزة”.
وأضاف “أن العدو الصهيوني أظهر منذ البداية حرصه على طمس الحقائق، وتضليل الرأي العام العالمي من خلال تقديم معلومات مضللة ما لبث العالم أن اكتشف زيفها، حتى وإن ظل البعض يرددها بسوء نية من أجل تسويق روايته للأحداث والإمعان في سفك الدم الفلسطيني”.
وقال: “في هذه الحالة، ليس غريباً أن يكون الزملاء الصحافيون في طليعة المستهدفين، فالذي يسعى لطمس الحقيقة هو العدو الأول للصحافة”.
وأكد النقيب “أن الموقف الرسمي مما يجري في فلسطين، والذي أعلنه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني موقف، يعبر عن كل الموريتانيين، وهو ما أكدته سلسلة الوقفات والمسيرات التضامنية مع الفلسطينيين المتواصلة منذ السابع أكتوبر”.
وضمن الحراك المتضامن مع غزة، نظمت جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم غير الحكومية ندوة تحت عنوان “واجب الأمة تجاه الأقصى”.
وتناول المشاركون في الندوة من أئمة وعلماء، الأبعاد الشرعية والسياسية المُؤكدة لإلزامية نصرة الأقصى، وبذل الوسع في ذلك.
وأكد رئيس الندوة محمد عبد المالك “أن الجمعية قررت تنظيم الندوة واضعة في الحسبان ما تتعرض له غزة من تقتيل وتدمير وتهجير في فلسطين”، مضيفاً “أن الندوة تأتي دعماً للقضية الفلسطينية التي هي قضية الأمة وقضية الساعة، بل والركن الموحد لكل الأمة”.
وفي إطار وقوف الكتاب والمدونين الموريتانيين مع غزة، دعا المدون الموريتاني البارز محمد الأمين فاضل، إلى “تحويل العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان إلى يوم عالمي لإسقاط ازدواجية المعايير، والكيل بمكيالين”.
وقال: “أما نحن فسنحول هذا اليوم إلى يوم إسقاط ازدواجية المعايير نخلده كل عام، وندعو كل أحرار العالم أن يخلدوه معنا، وسنستمر في ذلك إلى أن يقتنع “العالم المتحضر” بأن الإنسان العربي والمسلم هو أيضاً إنسان، وله حق التمتع بالحقوق المسطرة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.
وأضاف: “إنه لمن المستفز حقاً أن يحتفي العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو يتفرج لحظة بعد لحظة على واحدة من أفظع وأشنع جرائم الإبادة؛ وكعادته كل عام، خلد العالم الذكرى السنوية لاعتماد الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في يوم 10 ديسمبر 2023 على أشلاء المزيد من شهداء، واحدة من أفظع وأبشع مجازر الإبادة في تاريخنا الحديث”.
“قبل 75 عاماً من الآن، وتحديداً في يوم 10 كانون الأول /ديسمبر من العام 1948، يقول الكاتب، وفي ظل أجواء النكبة التي تعرضت لها فلسطين في ذلك العام، والتي كان يقف وراءها “رعاة” الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تم اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي اليوم الموالي؛ أي في يوم 11 ديسمبر 1948، أصدرت الأمم المتحدة قرارها رقم 194 القاضي بحفظ حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هُجِّروا منها في تلك الفترة؛ ولم ينفذ حتى الآن هذا القرار الأممي رغم مرور 75 عاماً على إصداره، ولم يعد اللاجئون الفلسطينيون إلى ديارهم التي هُجروا منها في العام 1948، بل على العكس من ذلك؛ فها هم اليوم يتعرضون لجريمة إبادة أخرى، وإلى محاولة تهجير أخرى على مرأى ومسمع من “رعاة” الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بل وبدعم عسكري ودبلوماسي واقتصادي سخي من بعض “رعاة” ذلك الإعلان”.
وزاد: “بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض (الفيتو) لمنع تمرير مشروع قرار يقضي بوقف إطلاق النار في فلسطين، تثبت أمريكا والتي كثيراً ما تتحدث باسم “الضمير العالمي” و”المجتمع الدولي”، أنها لم تعد مؤهلة لا أخلاقياً ولا سياسياً ولا دبلوماسياً للاحتفاظ بحق النقض، وذلك بعد تكرار استخدامها لهذا الحق لإفشال أي محاولة لوقف جرائم إسرائيل المستمرة ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاماً”