لقد تتشابه الأحزاب الحاكمة والمعارضة و تلك التي تسبح في فلك الأغلبية في موريتانيا و كذلك قادتها مع مرور المأموريات الرئاسية المتتالية، دون ان يشعر المحلل السياسي و المراقب الإعلامي و المناضل الحزبي و حتي المعارض و المستقل، أنه طرأ عليها شيء جديد او ملفت للانتباه بالرغم من تجدد هيئاتها و رؤسائها عقود بعد عقود.
الا ان الامر يبدو مختلفا تماما مع الحزب الحاكم "انصاف" الذي يبدو انه وجد ضالته في القيادي المناسب في المكان المناسب في الشخصية الكارزماتية والنضالية بامتياز متسلحة بالتواضع والانفتاح والاستماع و النقاش الهادئ و البناء في رئيسه الحالي محمد ماء العنين ولد أييه.
ذلك ما عبر عنه الكثيرون من السياسيين في الحزب نفسه و في صفوف الأغلبية الرئاسية و في المعارضة.
وخير دليل علي ذلك هو من بين أمور أخري، انخراط أشهر و اعرق المعارضين التاريخين في المسيرة السياسية و الديموقراطية الحديثة لموريتانيا.
ويتعلق ذلك بحزبي تكتل قوي الديمقراطية واتحاد قوي التقدم وزعيميهما علي التوالي احمد ولد داداة – شفاه الله و أعاده سالما غانما الي الوطن و محمد ولد مولود.
أضف الي ذلك قدرة ولد أييه الفائقة في اقناع الفاعلين السياسيين حتي المعارضين المتعصبين و الانقلابين السابقين الذين لا تنيهم الأموال و لا الناصب، علي الحوار السياسي و العمل سويا من اجل الوطن و ترسيخ أسس الديمقراطية علي أسس سليمة و مستديمة، تمشيا مع إرادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في المضي قدما بالبلاد الي التقدم و الازدهار و الوحدة و دولة القانون.
وذلك مع تجلي في الدعم العلني و الضمني لكل من رئيس جزب حاتم صالح ولد حننه و رئيس تواصل السابق و المعارض الفذ محمد جميل منصور و غيرهم من القياديين المعروفين الذين حطوا الرحال في حزب "إنصاف" وسعوا في اعلان خطابه و دعم رئيس الجمهورية.
ومما يعزز هذا التوجه الجديد وغير المسبوق في تاريخ الحزب الحاكم في موريتانيا و الذي يستحق الذكر و الإشادة هو التصريح الذي جاء اكثر من مرة امام الملأ و في اللقاءات الجماعية و الانفرادية علي لسان رئيسه ولد أييه.
نعم، لقد كشف ماء العنين أن حزب "إنصاف" لديه خطة لتطوير موريتانيا وان المناضلين ومن يدعمون رئيس الجمهورية مطالبون باستشعار المسؤولية، من أجل تطبيق خياراته، قائلا: “علينا جميعًا أن نسأل أنفسنا عن الحزب الذي يعد الجناح السياسي للحكومة، وأن نسأل أنفسنا عن الحزب الذي رسم خطة لتطوير موريتانيا، وعن الحزب الذي رشح في جميع دوائر البلاد، وأظهر عناية كبيرة بالشباب والنساء و الطبقات الهشة و المهمشة".
وتتميز قوة حزب "إنصاف" أيضا وحكمة رئيسه في الارتقاء النضالي عن الخطاب الشرائحي والقبلي والجهوي والعمل من اجل إرساء الدمقراطية والشفافية و التنمية الاقتصادية و تعزيز ركائز السيادة التامة علي جميع الأصعدة.
ولا شك ان كل هذه الأمور ستعزز شعبية الحزب الذي يحضر للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة بمأمورية ثانية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بعد ان تربع اثر الانتخابات التشريعية و الجهوية و البلدية في مايو الماضي علي الاغلبية الساحقة للهيئات الانتخابية
محمودي ولد صيبوط