جاءت جولة تميم بن حمد في القارة الإفريقية، متزامنة مع تقارير داخلية وخارجية تؤكد مدى المأزق الذي يعيشه تنظيم الحمدين في الدوحة، الأمر الذي دعاه لمحاولة البحث عن نوافذ للتنفس واستكمال سياساته التخريبة في كل مكان تصله يداه، إلا ان هذه الجولة انتهت بنتائج مخيبة لامال تنظيم الحمدين.
ويرى مراقبون أن امير قطر ، في زيارته الاسترضائية الاعتذارية تحمل وعوداً بعدم دعم الإرهاب، غير أن تميم يسعى إلى قطع الطريق أمام جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) في حربها ضد الإرهاب، الا انه فشل، فنظام الدوحة لا يزال يسعى إلى نشر الفوضي والارهاب فى افريقيا من خلال الجمعيات الخيرية والدعاة المتشددين وقوى الإسلام السياسي المرتبطة بجماعة الإخوان والتي استطاعت خلال السنوات الماضية التغلغل داخل بعض التيارات الصوفية، وبخاصة في دول غرب إفريقيا.
وكان تميم بن حمد دشن جولة الى عدد من دول غرب إفريقيا تشمل ستة بلدان؛ هي مالي وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والسنغال، وهي ضمن الدول التي تواجه الإرهاب المدعوم من نظام الدوحة والمنتشر في منطقة الساحل والصحراء.
وأشارت وسائل اعلام افريقية إلى أن الدوحة التي تستعمل النشاط الخيري والإنساني كغطاء لدعم الجماعات المتشددة والترويج للإسلام السياسي عبر تحريك الخلايا النائمة وتنشطيها حينا تحت شعار نصرة الإسلام ومواجهة حملات التنصير وأحيانا تحت شعارات الدعوة لما تسميه بالصحوة الإسلامية التي يقودها دعاة مرتبطون بما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتنظيم العالمي للإخوان المصنفان إرهابيان.
وأدركت قطر حجم المخاطر التي يتعرض لها مشروعها عندما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن دولاً عربية ستساهم في تمويل القوة المشتركة لدول الساحل التي تحارب المجموعات الإرهابية في مالي والبلدان المجاورة. وأطلقت قوة دول الساحل “جي5” والمؤلفة من جيوش مالي، موريتانيا، النيجر، بوركينا فاسو، وتشاد، عملية عسكرية رمزية بمناسبة تشكيلها في أكتوبر وسط تنامي الاضطرابات في منطقة الساحل التي يتسلل عبر حدودها السهلة الاختراق ارهابين بينهم عناصر تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش، يدعمهم تنظيم الحمدين في قطر. وتحت عنوان “قطر في مواجهة الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب بأفريقيا”، أوضح المحلل الفرنسي لمجلة “لوبوان” الفرنسية، إيمانويل دوبي أن قطر سعت إلى أفريقيا لكسر عزلتها، وهو ما توج بفشل ذريع.
فبعد أيام من بداية الأزمة مع قطر، قررت بلدان أفريقية، قطع علاقاتها مع الدوحة بعدما ثبت لها ضلوع تلك الإمارة في زعزعة استقرارها، وعملت على تقويض نفوذها في المحيط الأفريقي، وهي الخطوة التي اتخذتها كل من: تشاد، وموريتانيا، والسنغال، والنيجر، وجزر القمر، والجابون. وجاءت زيارة أمير قطر إلى السنغال في 20 ديسمبر ، لتؤكد عزلتها أفريقياً، حيث لاقى استقبالاً فاتراً من الرئيس السنغالي ماكي سال، وهو ما دفع تميم إلى مغادرة البلاد خلال 15 ساعة فقط، رغم أن الميعاد المحدد للزيارة 48 ساعة، في إطار جولة لست دول من غرب أفريقيا. وتدعم الدوحة الجماعات الإرهابية في أفريقيا، عبر مظلة الاستثمارات الاقتصادية والمساعدات الإنسانية، وهو ما تيقنت منه دول القارة، وانعكست على جولة تميم الأخيرة في غرب أفريقيا، بحسب رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا.
مضيفاً أن الصورة الذهنية للدوحة لدى العديد من الدول الأفريقية باتت سلبية، باعتبارها إحدى الدول الداعمة للإرهاب.
وأرجع المحلل الفرنسي السبب في تلك الصورة الذهنية، إلى أن قطر ينظر إليها على أنها محفظة نقدية، وليست مستثمراً حقيقياً بمشروعات تنموية تدر أرباحاً تعود بالنفع على البلاد، حيث تتجاوز أهدافها التأثير الاقتصادي أو الثقافي، إلى الجانب الأمني.
albiladdaily.com