من مصلحة موريتانيا على جميع المستويات و الأصعدة استضافة قاعدة أمريكية من أي نوع هذه ميزة تتقاتل البلدان للحصول عليها بغرض دعم أمنها والحصول على أحدث تقنيات التدريب العسكري وأحدث تكنولوجيا الحرب. أيضا وجود قاعدة أمريكية سيفرض على أكبر جهاز استخبارات في العالم التعاون وتبادل المعلومات مع أجهزتنا الأمنية، كما أن بناء القواعد وإنشاء المستشفيات العسكرية والمدارس والطرق يتم عبر مقاولات ضخمة ستستفيد منها الشركات والسوق الداخلية الموريتانية منها بشدة هذا دون ذكر أنه سيتم توظيف عدد كبير من الشباب الموريتاني في أعمال لها علاقة بالإنشاءات أو تشغيل القاعدة كما أن ثروات حوض تاودني الهائلة ستكون متاحة للتنقيب والاستخراج لأول مرة بحماية الأمريكيين وفي النهاية مرافق البنية التحتية المكلفة هذه ستبقى للموريتانيين بعد رحيل القواعد لسبب أو لآخر.
أيضا الولايات المتحدة هي رمز الثراء والتطور في العالم ومعروفة- على خلاف الروس- بالكرم مع الدول الصديقة وستستفيد البلاد بشكل كبير من مساعدات وتمويلات بالمليارات لنقوم بإصلاحات واسعة في المجالات الحيوية وتحديث قواتنا المسلحة العتيقة.. نقول لصانع القرار الموريتاني أن هذه فرصة تاريخية للخروج من عنق الزجاجة وتحقيق نهضة تنموية في ظرف زمني وجيز.
على المستوى الثقافي سيصبح اسم البلاد معروفا في الغرب لأن آلاف الجنود وعائلاتهم سيكونون سفراء للبلاد في الشارع الأمريكي وهذا شيء هام وعامل جذب للاستثمارات والسياحة. بالمناسبة الولايات المتحدة تملك 38 قاعدة في دول أوروبية وآسيوية صديقة منها على سبيل المثال لا الحصر قواعد في قطر والسعودية والعراق والإمارات وبعض البلدان الأوروبية وهذا شيء عادي جدا في العلاقات الدولية ولا يقدح في احتكار مبدأ السيادة.
بالنسبة للمخاوف الأمنية التي يتوقعها البعض من خلال افتراضات غير واردة نقول فاغنر تخترق الحدود يوميا والجهاديين ينتظرون فرصة للانقضاض على البلاد والذي يحول دون ذلك هو التعاون الأمني مع الغرب والجيش الموريتاني المتأهب على الثغور، لذلك القواعد الأمريكية ستعزز الأمن القومي للبلاد فمن يجرؤ في الكوكب على المساس بمجند أمريكي بعد أن حددت القيادة السياسية أن الخط الأحمر للرد الأمريكي هو سقوط جنود أمريكيين.