يبدو لنا، ولكثيرين غيرنا، القرارُ "الحمساوي" مفاجئا نظرا للظروف الأمنية الصعبة والمخاطر الشديدة جدا التي تحيط بحياة وظروف عمل يحيا السنوار، ونظرا من جهة أخرى لحاجة المنظمة لقائد لديه شخصيا هامش واسع نسبيا من القدرة على الحركة والمناورة.
وبقدر ما تتسع مساحة المفاجأة، فإن الغازها وتحدياتها تقوم على عوامل استراتيجية وسياسية معقدة، متنوعة ومتعددة. ورغم أن معالم القرار لم تتضح بعدُ بما فيه الكفاية، ففي ما يلي محاولة لفك تشفيرها في نقاط موجزة على لسان حماس. وكأننا نستمع إليها تقول للعالم، متحديةً :
"كما لاحظتم، لمْ ولنْ يكون لدينا فراغ في القيادة، مهما كلفتنا الاغتيالات وتصفية القادة التي يقوم بها العدو.
لا تُخيفنا ولا تربكنا "سياسات قطع الرؤوس" الإجرامية التي ينتهجها النظام الصهيوني ضد شعبنا المكافح، وخاصة محاولات التصفية الجسدية الكثيرة التي كان وما زال يتعرض لها الاخ السنوار؛ ولن يثنينا تصميم العدو المتزايد بوتيرة عالية جدا علي قتله، بل على العكس: إننا نعطيه "قيمة استشهادية مضافة" كبيرة.
لا نعلق آمالا كبيرة على مفاوضات مع نتنياهو وحكومته العنصرية المتطرفة، لا تَجري تحت قيادة عسكرية وسياسية صلبة، حازمة وعازمة، تديرها من طرفنا.
لا مساومة من طرفنا في تصميم شعبنا على الصمود والكفاح المسلح حتي تحرير وطننا كاملا. كما لن نساوم ولن نتخلى عن التعاطي الإيجابي والنشط مع من يدعمون قضيتنا الوطنية بجد وفعالية.
لا يهمنا كثيرا ما يثار حول الخلافات داخل صفوفنا حول القائد الذي ينبغي. فمن يدير مباشرة معركتنا المسلحة على الميدان من داخل غزة، واثبتَ كفاءته، هو من له الشرف في أن يكون لنا آمرا ونبراسا.
نعلم ونجعل حسابا للكلفة والإكراهات المترتبة عن خيار السنوار على رأس كفاحنا: سواء تعلق الأمر بصعوبة ولوجه إلى الإعلام- والأعلام الدولي خاصة، أو بصعوبة حركته خارج الأنفاق وداخلها، وكذلك المحدودية المتعمَّدة من طرفه لاستخدام تكنولوجيا الاتصالات بسبب تعرضها للتصنت الالكتروني والتشويش من طرف العدو، هذا فضلا عن احتمال استشهاده في أية لحظة. أطال الله عمره واعمارنا في طاعة ربنا وفي الكفاح من أجل تحرير وطننا وشعبنا".
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)