كشفت الإدارة الأمريكية عن نيّة زوجة الرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، تكريم امرأة عراقية على الشجاعة الباسلة التي أظهرتها بعد أن نجحت في انقاذ ما يقارب 60 شخصاً من آلة القتل الداعشية.
وبحسب بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني أمس الخميس، فمن المقرر أن تقلّد السيدة الأولى ميلانيا ترامب، 10 نساء من مختلف أصقاع العالم بـ "جائزة وزارة الخارجية الأمريكية الدولية للمرأة الشجاعة"، وذلك في احتفال سيقام اليوم الجمعة عند الساعة العاشرة مساء (بتوقيت أبوظبي)، وتتضمن اللائحة إلى جانب العراقية علية خلف صالح ، الناشطة في مجال حقوق الإنسان وعضو البرلمان الموريتاني المعلومة بنت بلال.
قصة المعلومة الشجاعة
أما العربيّة الثانية التي من المقرر أن يتم تكريمها من قبل السيدة الأولى الأمريكية، فهي النائب في البرلمان الموريتاني المعلومة بنت بلال (45 عاماً).
وكانت المعلومة بدأت نضالها للدفاع عن حقوق الحراطين (أبناء وأحفاد المستعبَدين سابقاً) في سن الـ17، وكانت من أوائل النساء "الحرطانيات" اللواتي انتخبن لعضوية برلمان بلادها سنة 2006، ثم أعيد انتخابها سنة 2013.
كانت المعلومة مكلّفة بالنساء في حركة "الحر"، التي تعتبر من أوائل الحركات المدافعة عن حقوق الحراطين في موريتانيا.
بالإضافة إلى نضالها الطويل في مجال الدفاع عن حقوق الحراطين، عرف عن المعلومة نشاطها أيضا من أجل تحسين وضعية نزلاء السجون.
قصة العراقية أم قصي الشجاعة
وبحسب بيان، فإن السيدة العراقية علية خلف صالح، المعروفة بإسم "أم قصي" (62 عاماً)، نجحت في إيواء مجموعة من قرابة 60 شخصاً من طلبة الكلية العسكرية العراقية في منزلها وإنقاذهم من الوقوع في قبضة تنظيم داعش في عام 2014.
ويتابع البيان بأن صالح التي لم تتلق أي تعليم مدرسي، ومتزوجة منذ سن 13 عاماً، استطاعت بإنسانيتها وحبها لمساعدة الآخرين انقاذ الطلبة من "مجزرة سبايكر" التي نفذها تنظيم داعش بحق طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية يوم 12 يونيو (حزيران) 2014، وذلك بعد سيطرة التنظيم على مدينة تكريت في العراق وبعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل، حيث أسروا قرابة 2000 طالب، وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت حيث أعدموهم إما رمياً بالرصاص أو الدفن وهم أحياء.
وفي 12 يونيو 2014، شاهدت أم قصي، عدداً من الطلبة يرمون بأنفسهم في النهر هرباً من الدواعش، فأقدمت على إنقاذ 58 منهم وإيوائهم في منزلها على مدى 5 أشهر، حيث أعطتهم بطاقات جامعيّة مزورة من إحدى الجامعات القريبة من أجل إخفاء حقيقتهم من الدواعش.
وأقدمت أم قصي، السنّية، على تعليم الطلبة الشيعة منهم كيفية الصلاة على الطريقة السنيّة، مخافة الزيارات الأمنية لتنظيم داعش.
ويصف بيان الخارجية الأمريكية أم قصي، بأنها تحوّلت اليوم، وبعد قرابة 4 سنوات على الحادثة، إلى مصدر إلهام ومنارة الأمل للعراق في أعقاب تحرره من داعش.
وسام النساء الشجاعات الأمريكي
تمنح وزارة الخارجية الأميركية منذ عام 2007، جائزة "IWOC" لنساء "غير العاديات والاستثنائيات تعرضن لخطر شخصي" للعبهن أدواراً طلائعية تغيّر حياة الكثيرين في مجتمعاتهن، وخاصة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، لا سيما الجانب المتعلق منها بحقوق المرأة والفتيات.
وترشح البعثات الدبلوماسية الأمريكية في الخارج امرأة شجاعة واحدة من الدول المضيفة لكل منها، ويتم اختيار المرشحين النهائيين واعتمادهم من قبل كبار مسؤولي الإدارة.
إعداد: محمود غزيّل
http://24.ae