ورد إلينا العديد من تساؤلات القراء حول زكاة الفطر، وهل هى فريضة أم سنة؟ ووقت إخراجها، وعلى من تجب؟ وما مقدارها؟ طرحنا تلك التساؤلات على الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وأجاب على تلك التساؤلات على النحو التالى:
ما زكاة الفطر؟ وهل هى فريضة أم سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم؟
زكاة الفطر فريضة من الفرائض وصدقة تجب بالفطر من رمضان وتسمى صدقة الفطر أو فطرة الصائم. للحديث: (فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من رمضان على الناس صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين). وهى شكر لنعم الله على الصائمين بإتمام الصيام، ومواساةٌ للمسلمين، وإغناء للمساكين عن السؤال فى يوم العيد، وإدخال للسرور عليهم ليكون العيد يوم فرح وسرور لجميع فئات المجتمع. كما تجبر زكاة الفطر خلل الصيام كما يجبر سجود السهو خلل الصلاة. وهى طعمة للفقراء والمساكين للحديث (طهرة للصائم من الرفث واللغو وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات). وهى مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعى وطهرة ونقاء لك ونماء وبركة فى مالك وزيادة.
وعلى من تجب من الأهل والأبناء؟
تجب على كل مسلم يجد زيادة عن قوت يومه وليلته عن نفسه وعمن تلزمه نفقته ولا يشترط أن يكون له مالٌ بلغ النصاب، وتجب على الحر والصغير والكبير. ولا يلزم الرجل أن يخرج زكاة الفطر عن زوجته التى لم يدخل بها، لأنه لا تلزمه نفقتُها وإن أخرجها عنها فهو فضيلة وكرم منه. أما إذا نشزت الزوجة وقت زكاة الفطر ففطرتها على نفسها لا على زوجها. ومن مات أو ولد بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان تخرج عنه زكاة الفطر.
وما مقدارها؟ وما وقت إخراجها؟
مقدارها صاع من أى صنف من قوت أهل البلد, يقدر بـ (2٫500) كيلو جرام تقريبا. والسنة أن تخرج زكاة الفطر طعامًا، ويجوز إخراجها نقدا وهذا من وجهة نظرى أولي. وتخرج مما يقتاته الناس ولا تقتصر على التمر والزبيب والشعير، ويجوز لك أن تخرجها أرزا أو ذرة ونحوهما. ووزن الصاع يختلف بحسب الموزون من أرز وأنواعه والتمر وأنواعه. والأولى أن يلتزم كلُّ مزكٍّ بقدر الصاع الذى يُعلِن عنه بلدُه وبحسب نوع الطعام حتى لا يختلف الناس فيه فيما بينهم. ويجب إخراجها قبل صلاة العيد، ويحرم تأخيرها إلى ما بعد الصلاة إلا بعذر وإلا فهى صدقة من الصدقات. ويجوز تعجيل زكاة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين وقيل بدخول النصف الثانى من رمضان وقيل يجوز إخراجها من أول يوم فيه، ووقت وجوبها غروب شمس آخر يوم من رمضان.
وما آدابها؟
لا ينبغى عند إعطائها أن تشعر الفقير والمسكين بتفضلك عليه بل للفقير الفضل عليك لأخذها منك وإسقاطها عنك.
وما حكم من نسى او حال شىء بين إخراجها قبل صلاة العيد؟
لا تسقط زكاة الفطر بخروج وقتها لأنها وجبت فى الذمة فهى دين لابد من أدائه فالزكاة حق للعبد، وأما التأخير عن وقتها فهو تقصير فى حق الله فيحتاج للاستغفار والندم وهو اختيار ابن تيمية.
وما مصارفها؟ وهل يجوز توكيل أحد بصرفها فى بلد آخر غير الذى يقيم فيه المزكي؟
مصرف زكاة الفطر الفقراء والمساكين، ولا تعطى للأصناف الثمانية، لأنها تجرى مجرى كفارة اليمين، والرأى الآخر تصرف فيما تصرف فيه زكاة المال أى إلى الأصناف الثمانية. ويجوز لك توكيل أحدِهم فى بلد آخر بإخراج الزكاة عنك ولكن نقلها من بلد إلى آخر يفضى إلى تأخير إخراجها فى وقتها المحدد فتركه أولى.
هل على الزوجة المطلقة التى تحتضن أولادها إخراج زكاة الفطر عنها وعن أولادها؟ وماذا لو رفض الزوج إخراج الزكاة عن زوجته وأولاده؟
ليس على المطلقة التى تحضن أولادها زكاة الفطر وإنما يخرجها عنهم والدهم المطلق. ولو لم يخرجْها الزوج عن زوجته عصيانا، فللزوجة أن تخرجها عن نفسها احتياطا. وإذا تمرد الزوج بعدم إخراجها عن أهل بيته ثم ندم بعد زمن وتاب لزمه إخراجُها، ولا تجب زكاة الفطر على الجنين ومن أخرجها عنه تأسيا بفعل عثمان فهو أمر حسنٌ.
وهل يجوز أن يعطى أهل البيت جميعا زكاتهم لمسكين واحد؟
يجوز أن يُعطِى الجماعةُ أو أهل بيت زكاتهم لمسكين واحد أو أن تقسم صدقة الواحد على أكثر من مسكين للحاجة الشديدة.
> استاذ الفقه
بجامعة الازهر