تتجه الانظار هذه اللحظات من يوم الأربعاء ، 10 أكتوبر الحالي إلى البرلمان حيث بات انتخاب العملاق بيجل ولد حميد في منصب نائب الاول للجمعية الوطنية الجديدة امرا وشيكا.
وهو ما سيضفي علي الغرفة جوا عمليا يسمح لها بالقطيعة النهائية مع ماضيها الحزين و الفوضوي وعن مسلكيات سيئة سادت في حقبها المنصرمة.
ولا شك ان الديكور سيبقي ناقصا في البرلمان ما لم يتم وضع النائب بيرام ولد الداه ولد اعبيدي في حقه المشروع بعد ان حظي بثقة الشعب للدخول في هذه الغرفة والتي لا شك انه تعرض في طريقه اليها الي العديد من المضايقات والعراقيل لمنعه من دخولها.
وسيكون تربع ولد حميد علي البرلمان ساري المفعول في اقرب وقت، إذا ما تأكد خبر عودة رئيس الغرفة الشيخ ولد بايه الي فرنسا قبل نهاية عطلة الأسبوع لمواصله رحلته الاستشفائية.
وسيتم اليوم انتخاب بيجل نائبا أولا لرئيس البرلمان ، وفقا لإرادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، مما يعني أن ولد حميد سيترأس المناقشات البرلمانية الوشيكة.
وكلنا يعرف جليا أن الرجل الذي أعلن للتو عن انضمام حزبه إلى الأغلبية الرئاسية والذي يكن بعض التقدير و الاعجاب للرئيس ولد عبد العزيز ، لن يكون سهل المنال لرجال حزبه في الاتحاد من اجل الجهمورية الحاكم، و الذي سيشهد مع الوجه القوي الجديد تحسنا من حيث الانسجام و التنظيم.
كما يقدر بيجل أيضا المعارضة الراديكالية ، الا انه يتحفظ علي رفضها المستمر للحوار رغم اليد المدودة للرئيس ولد عبد العظيظ و التنازلات المتعددة التي شهدتها السنوات الاخيرة.
وستدفع كل هذه العوامل ولد حميد علي ان يكون علي مسافة واحدة من كل الاطراف سواء في المعارضة اوالاغلبية، ممكنا بفضل تجربته الطويلة والثرية كسياسي محنك و متمرس، ترسيخ المنهج الوسطي المستنير الذي ميز مشواره السياسي لاكثر من عقدين من الزمن، رافضا بسبب قناعته بهشاشة المجتمع الموريتاني وحاجته الماسة في التغيير السلس و السليم، الموالاة غير المشروطة او المعارضة الجوفاء
وسيكون ظهور بيجل مثاليا إذا سعي فور تنصيبه الي اتخاذ الاجراءات التي تضمن إطلاق سراح بيرام ولد الداه ولد اعبيدي مع حفظ ماء الوجه للنظام و بالتالي بالدخول في قبة البرلمان.
وقد تكون المواجهة حينها تصب في المصلحة الكبري لموريتانيا بعد ان صعد الكل الي ساحة النقاش ليبدئ كل منهم وجهة نظره و يتسني له تقدير الآراء الاخري كي يتمكن البرلمان من افراز احسن تصور لموريتانيا المستقبلية.
محمد ولد محمد امين