
تجمع مصادر متعددة داخل مختلف الأجهزة الإدارية في اللجنة الوطنية المستقلىة للانتخابات على تفشي المحسوبية والزبونية في الاكتتاب داخل الللجنة، مما ينعكس بشكل سلبي على الانتحابات الرئاسية المرتقبة والتي تعتبر مفصلية في التاريخ السياسي الموريتاني.
ذات المصادر حملت المسؤولية في الخروقات للرئيس الوزير والدبلوماسي السابق محمد فال بلال، وتشير مصادر متظابقة إلى أن ولد بلال تلاعب بعملية منح عقود العمل من خلال منحها لكل من هب ودب، دون مراعاة معيار الخبرة و الشهادة.
ذات المصادر كشفت أن هذه العقود زادت على 900 عقد عمل، في حين أن الموظفين الذين تحتاجهم اللجنة في مقرها المركزي لايتجاوزون 300 بقليل، وفق مداولة أعضاء لجنة الحكماء منتصف أبريل الماضي.
ووفقا لتصريح أحد اعضاء لجنة الحكماء اشترط عدم ذكر هويته فإن رئيس اللجنة تجاهل تحذيرات بعض أعضاء اللجنة من مغبة الاستمرار في عملية منح عقود العمل دون أسس قانونية، ولفت العضو المشار إليه إلى أن الكثير من عمليات الاكتتاب الخارجة على القانون تستلزم القيام بتفيش يوقف عملية التلاعب بالقانون داخل أروقة اللجنة.
غداة تعيين ولد بلال على رئاسة اللجنة استبشر الراي العام الوطني الذي كان تحت تأثير المقالات التي كان يكتبها الرجل، لكن الأخير اختار مع الأسف الوفاء لتسيير حقب ماضية ظن الموريتانيون أنه تخلص من تأثيرها، حيث عمد ولد بلال إلى الاستهتار بالنصوص القانونية المنظمة للهيئة، واصبحت السمة البارزة في تسيير اللجنة هي المحسوبية، والعلاقات الشخصية، التي اصبحت هي المحدد الأول لعملية الأكتتاب في اللجنة.
ووفق تجربة أحد حملة الشهادات ممن تلاعبت اللجنة بعملية اكتتاب شارك فيها والذي التقته "تقدم" فإن الفارق بين حقبة تسيير رئيسها السابق والحقبة الحالية هو غياب الشفافية في اكتتاب و تهميش أصحاب الكفاءات والشهادات .
( م . ح) يقول : في سرد لبعض جوانب قصته: في أحد الأيام اتصل بي أحد الزملاء ليخبرني بإعلان نشرته اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات تبتغي فيه التعاقد مع عدد من الكفاءات ممن تتوفر فيهم شروط من أهمها الحصول على شهادة جامعية عليا علاوة على تجربة لا تقل عن 15 سنة في العمل.
استبشرت بالخبر لسببين : أولهما أن اللجنة من خلال الإعلان تريد أن تصحح النظرة السائدة عنها والثاني أن إعلانا كهذا من شأنه إذا ما تم احترامه أن يمد اللجنة بكفاءات إدارية عالية تساعدها في إنجاح المهمة المنوطة بها، مضيفا: بعد أشهر من التردد على مقر اللجنة اكتشفت الحقائق التالية:
- معيار الاكتتاب في اللجنة يحدده مؤهلان أساسان هما : الإنتماء السياسي، والوجدان العاطفي أكرمكم الله.
- عدد من أعضاء اللجنة من "اللونين" يقرون عند التحدث معهم أن الأمور التي لا تسير على ما يرام داخل أروقة اللجنة لكن "قوة قاهرة" تحول دون تصحيح الاختلالات داخل دهاليزها.
هذه الحقائق التي شاهدتها خلال ترددي على مقر اللجنة دفعني الفضول خلالها إلى طرح أسئلة جوهرية على عدد من أعضاء اللجنة كان إجاباتهم تتأرجح بين التعبير عن عدم رضاهم عما يجري، والتبجح بأنهم جرء من كل، ولن يقبلوا "الغبنة" في تقاسم الكعكة.
في الحقبة الماضية كانت اللجنة تعطي الأسبقية دائما لمن تمت تجربتهم في انتخابات سابقة واثبتوا جدارتهم طيلة السنوات الماضية.إلا أنه وفي هذه الفترة تم إقصاء أهل الخبرة و الثقة لا لشيء سوى السعي وراء المحسوبية و الزبونية في اختيار الأشخاص .