هل عادت المياه لمجاريها بين الأولمبية واتحاد الكرة؟

منذ مجيء الرئيس الحالي للاتحاد الموريتاني لكرة القدم أحمد ولد يحيى، وتمكنه من إقناع الحكومة في البلاد بدعم الرياضة خاصة كرة القدم، أصبح في صراع غير معلن مع اللجنة الأولمبية بقيادة الرئيس السابق محمد محمود أماه، بداعي أن اتحاد الكرة وجد مكانة لدى السلطات أكبر من اللجنة نفسها التي يفترض بأنها الهيئة الرياضية الأهم في الوطن.

وفي نفس الوقت الذي كان الجميع يشيد بالتطور الظاهر على كرة القدم المحلية كالمنتخبات والأندية والمنشآت الرياضية، تتعرض اللجنة الأولمبية للكثير من الانتقادات بسبب غيابها عن المشاركة في التظاهرات الدولية والإقليمية، وخاصة رئيسها السابق الذي تواجد على هرمها لأكثر من 30 عاما.

وتعلل اللجنة أسباب غيابها عن المشاركة الدولية لدواعٍ تتعلق بقلة الإمكانيات وتركيز الدولة بشكل خاص على كرة القدم وتجاهلها للرياضات الأخرى سواء كانت جماهيرية أو فردية، مبينة أن الدعم المالي لأي رابطة رياضية كان يجب أن يمر عبر اللجنة الأولمبية التي تحتضن جميع الاتحادات الرياضية.

وفي الانتخابات الأخيرة للجنة الأولمية التي أجريت في شهر مارس/آذار الماضي قرر الرئيس السابق عدم الترشح لولاية جديدة تاركا الباب لئائبه الأول ورفيق دربه عبد الرحمن عثمان الذي يشغل أيضا منصب رئيس الاتحاد المحلي للدرجات الهوائية، وقد وجد منافسة قوية من رئيس اتحاد كرة اليد الناجي جدو لكنه حسم الأمر لصالحه بسهولة.

ورغم أن اتحاد الكرة لم يظهر بصورة قوية في حملة اللجنة الأولبية وركز على انتخاباته الخاصة إلا أن بعض المؤشرات أظهرت أنه كان داعما للمرشح الثاني؛ حيث كان الأمين العام السابق للجنة عبد القادر جنك والذي هو عضو في تنفيذية اتحاد الكرة من ضمن اللائحة الأخرى المنافسة.

وبعد انتخاب عبد الرحمن على رأس الأولمبية وتسلمه لرئاستها غاب الرجل بصورة مفاجئة عن حضور نهائي كأس موريتانيا الذي يعتبر بمثابة نهاية الموسم الكروي وهو الحفل الذي حضره رئيس الوزراء وكم هائل من الشخصيات السامية في البلد، كما غاب كذلك عن التواجد مع المنتخب الأول خلال مشاركته الأولى في نهائيات أمم أفريقيا بمصر

وفسر بعض المتابعين للشأن المحلي الأمر وجود خلاف بين الرجلين أحمد ولد يحيى رئيس اتحاد الكرة وعبد الرحمن عثمان الرئيس الجديد للأولمبية، غير أن المياه على ما يبدو بدأت تعود لمجاريها بين الطرفين بعد أن ظهرا معا في المقصورة الرسمية لملعب رادس الجمعة الماضي لمؤازرة المنتخب الأول في اللقاء الودي الذي جمعه بنظيره التونسي.

كوورة