لا بديل لي ولن يحدث الفراغ ...تفكير المعارصة في ما بعد 2019 كبـيـع جـلـد الـــدب قـبـل قـتـلـه...

اثنين, 05/03/2018 - 18:27

 أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز «أنه سيواصل مع مناضلي حزبه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، العمل لتنفيذ البرنامج السياسي الذي انتخب من أجله، وأنه لن يسمح بأي فراغ ولن يقبل سوى استمرارية نظامه على النهج الذي هو عليه من أجل بناء موريتانيا مستقلة وقوية وحرة».
وأوضح في خطاب ألقاه أمام الأيام السياسية التشاورية التي ينظمها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم حاليا «أنه ليس هناك اتجاه آخر في البلد يمكن أن يركن إليه، فالبديل يعرفه الجميع، حسب قوله، وهو الماضي ونحن نرفض العودة للماضي».
وقال «إنكم كشباب مندفعين في هذا التوجه الذي يحكم البلد حاليا لن تقبلوا العودة للماضي، بل لا شك أنكم ستتمسكون نساء ورجالا، بهذا النظام بصورة مستمرة ودائمة، فالاتجاه الآخر تعرفونه وقد جربتموه في الماضي، فالمعارضة ليس لها برنامج تقدمه لموريتانيا، سوى تفرقة الشعب وزرع الحقد وترسيخ الفساد، وهذه صفحة طويناها منذ أكثر من تسع سنوات ولا رجوع إليها أبدا».
وخاطب الرئيس ولد عبد العزيز أنصاره قائلا « مستمرون في هذا النهج ومتمسكون به مهما كلفنا من ثمن، ولن يكون هناك فراغ بل الاستمرار في هذا النهج، فموريتانيا شهدت إنجاز الكثير لكن ما يزال فيها الكثير والكثير مما يلزم إنجازه، وهذا يتطلب المشاركة في إعادة بناء الحزب ليكون حزبا قويا قادرا على مواصلة المسيرة التي لن تتوقف». 
وجاءت هذه التصريحات لتشكل هزة في الساحة السياسية الموريتانية المتأزمة أصلا، حيث وضعت علامات استفهام أمام نيات الرئيس ولد عبد العزيز حول مسألة التناوب على السلطة في انتخابات 2019 التي بدأ التحضير لها.
ورد قادة المعارضة الموريتانية في خطابات لهم أمام تجمع شعبي أمس في حي الرياض جنوب العاصمة نواكشوط على خطاب الرئيس حيث انتقدوا بشدة مشاركته في أنشطة الحزب الحاكم، ووصفوا هذه المشاركة «بأنها خرق مباشر لدستور البلاد الذي يحظر على رئيس الجمهورية الانتماء للأحزاب السياسية ودعمها».
وأكد محمد محمود ولد سيدي رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (محسوب على جماعة الإخوان)، «أن تصريحات ولد عبد العزيز وحضوره لنشاطات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، انتهاك صارخ للدستور».
وانتقد القيادي الإسلامي المعارض «استقبال الرئيس لمؤسس مبادرة تدعو لترشح ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة وتجمع توقيعات المواطنين لهذا الغرض».
وقال «هذه التصريحات وهذه التصرفات تناقض التصريحات التي أدلى بها الرئيس ولد عبد العزيز مؤخرا لمجلة «جون آفريك»، وأكد فيها أنه يحترم الدستور وأنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة». وأكد رذيس الوزراء الأسبق يحي ولد الوقف رئيس حزب العهد «استغرابه لمهاجمة الرئيس للمعارضة»، مشددا على «أن أغلب الداعمين للرئيس هم من المفسدين الذين نهبوا خيرات البلد في الأنظمة السابقة ومستمرون في نهب خيرات الشعب، أما أحزاب المعارضة فلم يسبق لهم أن تولوا تسيير البلد وماضيهم مشرف»، حسب قوله.
وفي رد آخر على تصريحات الرئيس، قال صالح ولد حننه رئيس حزب التغيير الموريتاني «الجميع يعرف أن ولد عبد العزيز سيترك السلطة، لكن كان عليه أن يحترم القوانين، ولم يكن من اللائق أن يودع الرئيس، الوطن الموريتاني بمثل هذه التصريحات».
وأكد قادة منتدى المعارضة في ردهم على الرئيس «أن تجربة عشر سنين من حكم ولد عبد العزيز لم تجلب للشعب الموريتاني سوى التفقير والتجويع والاحتقار والقمع وسوء الخدمات العمومية». وأوضح قادة المعارضة «أن نظام ولد عبد العزيز سيزول لا محالة، بفعل قوة الدستور وقوة إرادة الأغلبية الساحقة من الموريتانيين الذين يطمحون إلى بناء موريتانيا ديمقراطية يجد فيها كل أبنائها ما يستحقونه من كرامة ومساواة وعيش كريم».
وانصبت تدوينات المدونين المعارضين على انتقاد تصريحات الرئيس حيث أكدت منى الدي القيادية في حزب التكتل المعارض «أن ولد عبد العزيز يوجد في كامل التناقض والتخبط، فهو يقول للصحافة الخارجية وللسفراء الأجانب إنه سيرحل عن السلطة، ويستقبل في الوقت نفسه شيخ مهرجي الجمهورية الذي يدعو لمأمورية ثالثة كي يعطي دفعا لمظاهراته البائسة». 
«يعرف ولد عبد العزيز، تضيف منى، أنه مجبر على مغادرة الكرسي الذي جثم عليه أكثر من عقد من الزمن نهب خلاله من النهب ما أضاع البلاد وأضر بالعباد، ويعرف أنه لا يستطيع المكوث وليس لبقائه في السلطة أي مسوغ، ويعرف أن موريتانيا التي تتحرق شوقا للتخلص منه لن تقبله يوما بعد انقضاء دورات ولايته التي فرض نفسه فيها بقوة السلاح في ظرف مغاير لما نعيشه الْيَوْم من مستوى انتشار الوعي وثقافة الرفض، ويعرف أن العالم لن يقبل باغتصاب الدستور، وأننا نعيش حقبة من الزمن يعتبر السعي فيها لانتهاك الدساتير وفرض دورات رئاسية جديدة خطرا داهما لن يسلم منه من يحاول اقتحامه، ويعرف أن كل المحيطين بِه يتحينون فرصة التأكد من انصرافه ونهاية عهده للقفز من سفينته التي بدأت مياه محيط التغيير في ابتلاعها».
وكان التعليق الأكثر عمقا هو تدوينة القيادي المعارض السالك سيدي محمود نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح التي أكد فيها «أن رغبة ولد عبد العزيز في المأمورية الثالثة تواجه عقبات أولاها عقبة الشركاء الدوليين الذي يشيدون بكل تصريح أو إماءة تصدر منه حول عدم ترشحه مما يعني ترحيبهم بنهاية عهده، والعقبة الثانية عقبة شركائه السياسيين والعسكريين الذين لا يجمعون على ترشحه لمأمورية ثالثة، والعقبة الأخرى والأهم هي الشعب الذي مله ولم تفلح مبادرات المأمورية الثالثة في تحقيق التفاف شعبي حوله».
وتساءل سيدي محمود قائلا «هل سيذلل الرئيس ولد عبد العزيز كل هذه العقبات لكي يترشح أو يعين خلفا له يتقاسم معه المشهد لاحقا ؟!، وهل سيبقى ولد عبد العزيز لاعبا وحده؟، أم سيظهر على الساحة، لاعبون آخرون يبعثرون أوراقه؟».

 القدس العربي

جديد الأخبار