وقعت موريتانيا اليوم الخميس (السابع من آذار/مارس 2024)، في نواكشوط مع الاتحاد الأوروبي إعلاناً للتعاون المشترك بينهما في مجال محاربة الهجرة غير النظامية يشتمل على نقاط متفرقة منها منع أمواج المهاجرين من التدفق نحو السواحل الأوروبية، وخاصة إسبانيا وإعادة المهاجرين الموريتانيين الذين لا يتمتعون بحق الإقامة على التراب الأوروبي.
ويتضمن الاتفاق كذلك التعاون في مجال اللجوء ومساعدة موريتانيا على إيواء طالبي اللجوء الأجانب على أراضيها مع احترام حقوقهم الأساسية التي تكفلها القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني.
وقال وزير الاقتصاد الموريتاني عبد السلام ولد محمد صالح أثناء مؤتمر صحفي بعد توقيع الإعلان إن بلاده لن تكون وطنا بديلا للمهاجرين غير النظاميين الأجانب ولن تستقبلهم ولن تأويهم.
كما يشمل الاتفاق إدارة الهجرة بشكل مشترك وتبادل المعلومات والتعاون على التصدي للعصابات والشبكات الاجرامية التي تهرب المهاجرين نحو أوروبا وتنفيذ أحسن التدابير في مجال التشريعات المتعلقة بالهجرة في الجانبين ومواءمة التشريعات وتمويل مشروعات للشباب.
وبدورها قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون إن الاتحاد الأوروبي يريد التعاون مع موريتانيا من أجل الوصول لهجرة آمنة ومنظمة بعيدا عن الهجرات غير النظامية والخطيرة.
وشهدت البلاد أمس الأربعاء، وقفات احتجاجية معارضة لتوقيع الاتفاق حيث قامت قوات الأمن الموريتانية بمنعها والتصدي لها.
وستحصل موريتانيا على مساعدات مالية من الاتحاد الاوروبي وإسبانيا تتجاوز 500 مليون يورو وتعهدات بإقامة مشاريع في مجال الطرق والطاقة الكهربائية.
ويصف معارضو الاتفاق حول محاربة الهجرة بـ "الجريمة" و بـ "بيع أراضي موريتانيا للأوروبيين لتوطين مهاجرين غير نظاميين من أفريقيا" يتم ترحيلهم من أوروبا إلى موريتانيا، وهو ما تنفيه الحكومة الموريتانية بشدة.
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بموريتانيا بتحذيرات شديدة من السماح بتوقيع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي وإسبانيا واعتباره خيانة عظمى لموريتانيا و تهديداً لوجودها.
ويثير الاتفاق حول محاربة الهجرة غير النظامية مخاوف كبيرة في الشارع الموريتاني من أن تتحول موريتانيا إلى شرطي لأوروبا تحمي حدودها ومياهها الاقليمية وتمنع تدفق المهاجرين إليها.
وتحولت سواحل موريتانيا في السنوات القليلة الماضية إلى منطلق لقوارب الموت التي تقل مهاجرين أفارقة غير نظاميين إلى أوروبا وتحديدا إلى شواطئ جزر الكناري في هذا الأرخبيل الاسباني القريب من السواحل الموريتانية.
خ.س/أ.ح (د ب أ)