جدل في الأوساط الثقافية الموريتانية بشأن تراجع الاهتمام بالشعر

الشعر الفن الأول في موريتانيا ،فجل سكان البلاد من متذوقي الشعر وناظميه، وهو  الوعاء الذي سهّل على الموريتانيين الأوائل حفظ العلوم الدينية، وتاريخ العرب وأنسابهم، ومن خلاله استطاع  المثقفون والشعراء حجز مكانة مرموقة في الساحة الأدبية العربية.

غياب الفعاليات الثقافية وتقاعس الشعراء الموريتانيين عن التفاعل مع القضايا الوطنية وهموم الناس، دفع الجمهور الموريتاني  إلى التحفظ على ربط بلادهم بالشعر وهو ضمنيا يحمل رؤية مخالفة تسعي للتحلل من ارث بلاد المليون شاعر.

التجارب الأدبية الموريتانية عرفت في السنوات الأخيرة سيطرة  أنماط جديدة من الأدب أكثر تحررا من سيطرة الوزن والقافية، فرضتها التغييرات الاجتماعية والثقافية التي عصفت بالمجتمع الموريتاني رغم أن هذه الأنماط لا تلغي  الشعر أو تحل مكانه، بل تواكبه في المسير نحو ثقافة مستجيبة لاحتياجات العصر.

قديما وصف الشعر بلسان العرب ، وقديما أيضا أطلق العرب على موريتانيا بلاد المليون شاعر  ،فهل حقا مازال هذا اللقب يتماشى مع واقع الشعر في هذه البلاد أم أن في الأمر مبالغة إعلامية تجافي الحقيقة على الأرض