خطوات طريق السعادة الزوجية ثلاث لا رابع لها، إذا استطعتما تخطيها، فمبارك عليكما قد حظيتما بالسعادة بفضل الله، وقطعتما الطريق بتوفيق وثواب من الله تعالى.. بكل سهولة، الخطوات الثلاث لتكون زوجاً ناجحاً بامتيازِ هي:
- أن تكون صديقاً مقرباً.
- أن تكون حبيباً مثالياً.
- أن تعرف ما لك وما عليك في الشرع، وتحتكم إلى الله ـ تعالى ـ و إلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما اختلفتما فيه.
و الآن سنشرح كل خطوة بسهولة، وبطريقة واضحة وواقعية وبالأمثلة العملية:
أولاً: أن تكون صديقاً مقرباً:
لتكون زوجاً ناجحا: فعليك أولاً أن تعرف كيف تكون للطرف الآخر الصديق المفضل، ذلك الصديق الذي يحب قضاء أجمل الأوقات وأطولها معه.
- فهو بشوش، دائم التبسم، يضحك ويهتم ليراه يضحك معه.
- لا يقلل من قدرات صديقه ولا يحبطه، بل ويحترم ذكاءه ومواهبه.
- يشارك صديقه أمنياته وأحلامه، ويستمع كل منهما لأفكار الآخر وطموحاته دون ملل، بل ويساعده على تحقيق ما يتمناه.
- غالباً ما يتشاركان بالاهتمامات نفسها ويستمتعان بقضاء الوقت سوياً لهذا السبب.
ولكن كثيراً ما نقع في أخطاء في هذا الصدد و لهذا وجب التنبيه:
فالزوجة تحتاج إلى من يسمعها، ويتفهم مشاعرها ومخاوفها، ويحرص على احتواء كل ما بداخلها، لا أن يكبتها ويصدها لعلة العمل، أو طلب العلم أو نحو ذلك، فلها حق عليك أكبر من سائر انشغالاتك وعلاقاتك.
وكذلك الزوج يحتاج إلى من تشاركه اهتماماته، فإذا كان مثلاً يحب متابعة الرياضة، فإن استطعتِ أن تتابعيها معه وتذكريه بالموعد وتحاولي مشاركته رأيك، و تبادليه النقاش حول ما يحب و تظهري وكأنك مهتمة بالأمر مثله تماماً.
أيضاً الزوج يحتاج لصديق لا يحاسبه دوماً، فمثلاً إذا أخبرك زوجك بأنه فعل شيئاً ما لا يكون الرد المباشر التأنيب والمحاسبة، ولكن عليكِ أن تستغلي الفرصة أنه قد جاء إليكِ ليقص ما جرى، كوني له عوناً وأمناً و دعماً لا ينفد، وإذا كان في أزمة فإياكِ والتأنيب، بل كوني له سنداً وسكناً، فهدئي من خوفه أو غضبه وقدمي الدعم والطمأنينة، ثم حاولي الحل، وإذا كان لابد من نصحِ فبعد انتهاء المشكلة، يمكنك تقديم نصحاً خفيفاً طيباً ليناً.
ولنا هنا المثال الأروع و الأعظم السيدة خديجة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ حين نزل جبريل ـ عليه السلام ـ للمرة الأولى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القصة المشهورة في غار حراء، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعرف حينها أنه نبي، ولم يكن يعلم عليه الصلاة و السلام أن هذا جبريل، و كان هذا ليلاً وفي مكان بعيد عن الناس، فكان صلى الله عليه وسلم خائفاً متفاجئاً.
وفي هذه الحال يذهب عليه الصلاة و السلام إلى الزوجة الصالحة الكاملة خديجة ـ رضي الله عنها ـ و يقول: " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ" فتحتويه دون كلمة، بل ولم تلح عليه صلى الله عليه وسلم في الحديث عما جرى، حتى هدأ و تكلم، فلما روى عليه الصلاة و السلام ما رآه كان رد خديجة البارع "كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ"(متفق عليه).
ثم بعد ذلك فكرت في الحل و ذهبت معه صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمها، ورقة بن نوفل لمشورته.
ها هي تعلمنا أمنا خديجة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ كيف تكون الزوجة الصالحة، فتهدئ من روع زوجها صلى الله عليه و سلم، ثم تسمعه حتى يفرغ، ثم تقدم الدعم النفسي مباشرةً؛ لأنها تعلم جيداً قول ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، ثم بعد ذلك تفكر في الحل و تساعد فيه!