المغرب يستدعي سفيره في تونس للتشاور ويقاطع قمة "تيكاد"

جمعة, 26/08/2022 - 21:36

استدعى المغرب، مساء اليوم الجمعة، سفيره في العاصمة التونسية للتشاور، معلناً مقاطعة قمة طوكيو للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8" التي تحتضنها تونس يومي 27 و28 أغسطس/ آب الحالي، في خطوة تشير إلى حجم الغضب المغربي، بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في مطار قرطاج الدولي.

وربطت الخارجية المغربية استدعاء سفيرها في العاصمة التونسية بـ"عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا"، والتي كان آخرها استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد، في وقت سابق اليوم، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي في مطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية، حيث تشارك الجبهة في قمة طوكيو للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8".

وقالت الخارجية المغربية، في بيان لها، إنه "بعد عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا، فإنّ تصرف تونس في إطار "تيكاد" (منتدى التعاون الياباني الأفريقي) يؤكد هذا النهج بوضوح".

ولفتت إلى أنّ "تونس عملت على معاكسة رأي اليابان بخرق مسار التحضير للمنتدى والقواعد الموضوعة لذلك، وقررت بشكل أحادي دعوة الكيان الانفصالي"، معتبرة أن "الاستقبال الذي خصّصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين هو فعل خطير غير مسبوق، يؤذي كثيراً مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية".

وتابعت: "أمام هذه الممارسة غير المتوافقة مع العلاقات الأخوية بين البلدين، قررت المملكة المغربية عدم المشاركة ضمن قمة "تيكاد 8" في تونس، يومي 27 و28 أغسطس الجاري، مع استدعاء السفير المغربي في تونس للتشاور".

من جهة أخرى، اعتبرت الخارجية المغربية أنّ القرار "لن يؤثر على الروابط القوية والمتينة بين الشعبين المغربي والتونسي، ولا ما يتقاسمانه في التاريخ الموحد والمصير المشترك، كما لا يطاول أيضاً ارتباط المملكة المغربية بمصالح القارة الأفريقية، ولا المبادرات في الاتحاد الأفريقي، ويبقى بعيداً عن انخراط المغرب في تيكاد".

ولم يصدر بعد تعليق عن الجانب التونسي.

ويُعدّ استقبال سعيّد لزعيم الجبهة الانفصالية سابقة في تاريخ العلاقات التونسية المغربية، إذ تلتزم تونس منذ سنوات طويلة حياداً إيجابياً بخصوص قضية الصحراء، وترفض الاعتراف بأطروحة الانفصال. غير أنه منذ وصول سعيّد إلى سدة الحكم بدا لافتاً أن هناك تحولاً في المواقف، وهو ما برز خلال تصويت تونس في مجلس الأمن الدولي في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين امتنعت عن التصويت لصالح قرار تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة "مينورسو" لمدة سنة إضافية.

ويربط عدد من المراقبين المغاربة بين تحول الموقف التونسي والتقارب الحاصل بين الجزائر وتونس في عهد الرئيس سعيّد، والمساعدات التي قدّمها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

العاهل المغربي: ملف الصحراء المعيار "الواضح والبسيط" لقياس الصداقات

ويرى المراقبون المغاربة في استقبال أعلى سلطة في تونس لغالي خطوة "غير محسوبة واستفزازية تدخل العلاقات بين البلدين في نفق مظلم وأزمة كبيرة شبيهة بما وقع مع إسبانيا، حينما استقبلت زعيم الانفصاليين بهوية جزائرية مزيفة لعلاجه بعد إصابته بفيروس كورونا في 18 إبريل/ نيسان من العام الماضي".

ويأتي استقبال الرئيس التونسي لزعيم البوليساريو بعد نحو أسبوع على تشديد العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطاب له، على أن ملف الصحراء هو "النظارة التي ينظر منها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات".

وينتظر أن يلقي القرار المغربي بالمقاطعة بظلاله على القمة، علماً أن الموقف الياباني قائم على عدم الاعتراف بجبهة البوليساريو، وهو ما كان واضحاً خلال قمة "تيكاد" الأخيرة التي عُقدت في يوكوهاما اليابانية، حين رفضت طوكيو مشاركة الجبهة الانفصالية، وقبلها في قمة "تيكاد" السادسة في موزامبيق، بعدما رفض وزير الخارجية الياباني كونو طارو الاعتراف بـ"البوليساريو"، بعد أن حاول وزير الخارجية الموزامبيقي إدخال أعضاء الجبهة من باب جانبي، وأدمجهم في القمة بصفتهم منتمين إلى وفد بلاده.

جديد الأخبار